عجمان.. ملتقى أسرتي أمانة بين وعي الانفتاح وتماسك القيم يسلط الضوء على واجبات الأسرة وحقوق الأبناء

 تحت رعاية قرينة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان رئيسة جمعية أم المؤمنين أقام مركز مودة الأسري التابع للجمعية صباح اليوم ملتقى " أسرتي أمانة بين وعي الانفتاح وتماسك القيم " تحت شعار " التماسك الأسري مسؤولية أسرية مشتركة ".

 وتهدف إدارة الجمعية من خلال الملتقى إلى الحفاظ على تماسك الاسرة في ظل المتغيرات العالمية من خلال الانفتاح الواعي لافرادها على العصر  والاطلاع على المتغيرات القانونية العالمية ومدى تاثيرها على الواقع المحلي للاسرة الاماراتية.

 

 

 

 

وكرمت الشيخة عزة بنت راشد النعيمي عضوة مجلس ادارة جمعية أم المؤمنين المتحدثين والمشاركين بأعمال الملتقى وقدمت لهم الدروع التذكارية والشهادات التقديرية وهم - العقيد الدكتور جاسم خليل ميرزا مدير إدارة التوعية الأمنية بشرطة دبي حول المحور القانوني " القانون الدولي وشؤون الأسرة نماذج لقضايا وتحديات أسرية ".. والدكتورة سعاد محمد المرزوقـي أكاديميـة ومعالجة نفسية بجامعة الإمارات عن المحور النفسي " المؤثرات الخارجية على البنية والصحة النفسية للأسرة وآليات المعالجة" .. وعائشة إبراهيم محمد ناصر أرويمة مذيعة ومعدة ومقدمة برامج إذاعية بمؤسسة الشارقة للإعلام عن المحورالاجتماعي" التعرف على المؤسسات التي تساهم في زرع القيم وتفعيلها".

 

أدارت جلسة الملتقى الدكتورة نورا المرزوقي مدير المكتب الإعلامي بجمعية أم المؤمنين.

 

وأكد العقيد الدكتور جاسم خليل ميرزا في ورقة عمله أن الأسرة رابطة اجتماعية تتكون من الزوج والزوجة والاطفال يمارس أعضاؤها وظائف ولهم حقوق وعليهم واجبات وأن الأسرة كيان مرتبط بالمجتمع والحفاظ على تماسكها هو حفاظ واستقرار للمجتمع وأمان له وأن الاسرة خط الدفاع الاول للمجتمع في مواجهة التحديات.

 

وأشار الى أن الاعلان العالمي لحقوق الانسان يعتبر الأسرة الخلية الطبيعية الاساسية في المجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة كما ان القانون الدولي الغى كافة أشكال التميز ضد المرأة عام 1979 وهناك اتفاقية دولية تضمن حقوق الطفل 1989 والتي تشمل حماية الطفل من كافة أشكال العنف والاساءة الجسدية والنفسية والاهمال ورعاية الوالدين له وأن يلتزم الوالدان والأوصياء بالمسؤولية الكاملة عن تربية وتنشئة الطفل ونموه وتوفير البيئة المناسبة له وفق اعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1944 فيما يخص السكن.

 

وقال إن قانون الاحوال الشخصية بدولة الامارات صدر عام 2005 ونظم أحكام الزواج والطلاق والتفريق والحضانة والنسب والاهلية والوصية واحكام الميراث كما نظم القانون الاحوال الشخصية بالامور العائلية المتصة بالحقوق الشرعية والمالية الناشئة عن رباط الزوجية أو البنوة او القرابة وفق احكام الشريعة الاسلامية.. لافتا الى ان المادة 98 تنص على المحكمة قبل ايقاع الفرقة بين الزوجين ملزمة بالقيام بمحاولة اصلاح ذات البين .. كما أن دستور دولة الامارات في المادة 15 ينص على أن الاسرة أساس المجتمع قوامهما الدين ويكفل القانون كيانها ويصونها ويحميها من الانحراف.. كما ان وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الاماراتي تؤكد ان المواطنة الحقة تظهر في سلوك المواطن ومعاملاته المختلفة مع الاخرين.

 

وأوضح ان أبعاد المواطنة تتمثل في أن المواطن وفي للوطن ويحترم القوانين ويسعى الى رفعته وازدهاره وتوفير حياة كريمة لاسرته وهو مدرك لمسؤولياته تجاه بقية أفراد المجتمع ويتحلى بالأخلاق الحميدة والسلوكيات الفاضلة ويسعى لتحقيق ذاته.. مشيرا الى أن صور المواطنة تتضح في بناء أسرة متماسكة ومفيدة للمجتمع وعلى المواطن أن يضع لأسرته رؤية واضحة الأهداف يقدس مؤسسة الزواج واهمية تكوين أسرة ويعزز بيئة الحوار بين أفراد الاسرة الواحدة ويغرس في أبنائه الوعي بالقيم الاسلامية والاخلاقية الحميدة ويربي أبناءه على التمسك بالعادات والتقاليد وضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية ويغرس فيهم حب الوطن والمشاعر الوطنية والبذل والعطاء في سبيل رفعة الوطن ويعزز من دورهم كأفراد فاعلين في المجتمع.

 

 

وتناول العقيد الدكتور جاسم خليل ميرزا التحديات التي تواجه الاسرة الاماراتية ومنها التغير الاقتصادي في المجتمع وتحول معظم الاسر الى أسر مستهلكة بعد أن كانت منتجة.. والمخدرات وعدم الوعي الاسري بأهمية دور الرجل والمرأة في الاسرة والتقاعس عن الدعم المادي والنفسي للأبناء وارتفاع نسبة الطلاق في الامارات التي تعدت 50 في المائة من نسبة الزواج والزواج من أجنبيات في ظل عدم وجود قانون يحد من هذه الظاهرة وجرائم الخدم والفئات المساعدة والاعلام الهدام وارتفاع نسبة العنوسة وتحديات العولمة وانحراف الاحداث والعنف لدى الشباب.

 

من جانبها تحدثت الدكتورة سعاد محمد المرزوقي العميد المساعد للتنمية المهنية كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة حول اهمية تأثير الأسرة المتمثلة في الوالدين والأبناء والأجداد في ترسيخ مبادئها وقوتها مشيرة الى المؤثرات الخارجية - الانفتاح - مثل الاعلام والانترنت وبرامج التواصل الاجتماعي والعمالة الوافدة التي من الممكن أن تؤثر سلبا على الترابط الاسري وعلى الابناء اذا لم يتم السيطرة على هذه المؤثرات ومراقبتها وتحديدها وطرق التعامل معها.. موضحة أن هناك أيضا الآثار الايجابية لهذه المؤثرات منها الابداع والقدرة على اتخاذ القرار والتطوع واكتساب اللغة والمعلومات واكتساب بعض القيم والمبادئ ومهارات التواصل الاجتماعي والثقة بالنفس.. وقالت إن هناك بعض المشكلات الاجتماعية يتم علاجها عن طريق الدعم الاجتماعي وارتفاع تقدير الذات.

 

وتطرقت الى الإعلام المرئي والمقروء وتأثير المسلسلات الأجنبية والمدبلجة على الابناء من خلال الصورة الاعلامية للقدوة المشوهة اضافة الى مشاهد العنف والقسوة و انعدام القيم وتعاطي المخدرات وصورة المرأة.. لافتة الى عوامل نفسية تؤثر على الابناء مثل الازدواجية في السلوك بين البيت والأصدقاء والقلق والاكتئاب والضغوط النفسية وارتفاع نسب بعض المشاكل الاسرية مثل الطلاق وانعدام الحوار واضطراب السلوك في مرحلة الطفولة والمراهقة وصراع الأجيال والصورة النمطية المرتبطة بثقافات لا تمت للمجتمع بصلة وضحالة المواضيع والتقليد السلبي والعزلة والاكتئاب والقلق والتأخر الدراسي.

 

وقدمت حلولا منها واجبات الاسرة والجهات المعنية تضعها في مرتبها الاولى مثل التربية السليمة وعدم التناقض في التصرفات أمام الابناء وأن على الوالدين أن يكونوا هم القدوة اضافة الى تعزيز الوازع الديني وتطوير طرق التدريس وايجاد المتخصصين في برامج الأطفال من نفس البيئة وان يكمن دور الأهل في تعديل السلوك والحوار الدائم والمراقبة والمشاركة في القرارات وتقنين الوقت والبرامج الممكن استخدامها.

 

من جانبها تحدثت عائشة إبراهيم مذيعة ومعدة ومقدمة برامج إذاعية بمؤسسة الشارقة للإعلام عن المحور الاجتماعي مشيرة الى اهمية ادوار كل من الأسرة والمدرسة ودور النشر والألعاب الإلكترونية ومواقع الطفولة والتواصل الاجتماعي في التأثير على الابناء.


 

وأشارت الى أن المسلم المعاصر والعربي بالذات يواجه تحديات كثيرة من قطار العولمة المنطلق بأدوات الإعلام والاقتصاد والتجارة الدولية والإنترنت والفضائيات ولا سبيل له في مواجهة هذه التحديات المختلفة إلا بالثبات على القيم العربية والإسلامية المختلفة والتمسك بها وهذا يحتاج مجهودا وصبرا كبيرا ولكن هذا المجهود وهذا الصبر يهون في مقابل الخير والأجر العظيم الذي يدخره الله عز وجل له خصوصا إذا علمنا أن المسلم يؤجر بترك المحرمات مثلما يؤجر بأداء الطاعات.

 

وفي ختام جلسة الملتقى فتح باب الحوار والنقاش امام الحضور.

يمكنكم تصفح المزيد من خلال 

   

  

 

معلومات إضافية



جميع الحقوق محفوظة لجمعية ام المؤمنين 2013

سياسة الخصوصية | شروط الاستخدام | إخلاء المسؤولية